عزيزى الطالب لعلك نتساءل ماذا فعل الاسكندر الأكبر لإرضاء الشعب المصري بعد دخوله مصر ؟ وما هى أهم أعماله ؟
أظهر ولاءه للمعبودات المصرية وعلى رأسها " آمون "
عامل المصريين معاملة حسنة  أبقى على النظم الادارية المصرية
وكان من أهم أعماله

بناء الاسكندرية

وقع اختيار الاسكندر الأكبر على قرية مصرية قديمة تسمى (راقوده ) تقابلها جزيرة صغيرة فى البحر تسمى (فاروس) لإقامة مدينة جديدة لكى
تحمل اسمه مثل عدة مدن أخرى أسسها .
تكون مركز لنشر الحضارة الاغريقية فى العالم
تكون قاعدة بحرية ؛ لتدعيم سيطرته على البحر المتوسط

اعلم
أن الاسكندر لقب بالاسكندر الاكبر لانه كان من أكبر الفاتحين وحقق انتصارات مبهرة وبعد تخطيطه لمدينة الاسكندرية غادر الاسكندر مصر عام 331 ق.م متجهاً الى الشرق  لحرب الفرس حيث انتصر عليهم فى العراق وايران حتى استولى على كل أملاكهم , وتوغل فى القارة الآسيوية حتى وصل الى حدود الهند , ولكنه توفى عام 323 ق.م تاركاُ وراءه مملكة كبيرة مترامية الأطراف  .جديدة كالإسكندرية فى مصر وغيرها لتصبح مراكز لنمو تلك الحضارة الجديده , ولتعمل على نشرها فى كل مكان , وقد سمي اعلم باسم الحضارة الهلنستيه ) وقد أفادت هذه الحضارة من حضارات بلادنا العريقه .

والان تعالوا نتعرف كيف تم تأسيس دولة البطالمة

 
تأسيس دولة البطالمة فى مصر
بعد وفاة الاسكندر لم يكن له وريث للعرش , فاجتمع قادة جيشه فى (بابل) وتقاسموا الامبراطورية المقدونية فيما بينهم فيما يعرف (بمؤتمر بابل ) عام 323 ق.م , فكانت مصر من نصيب (بطليموس بن لاجوس ) , الذى أعلن نفسه ملكاً عليها عام 305 ق.م , وبدأت مصر فى عهد جديد أطلق عليه دولة البطالمة وقد قامت بها حضارة تجمع بين المصرية القديمة واليونانية عرفت باسم الحضارة الهلنستيه


جوانب الحضارة الهلنستيه
أولاً الحياة الاقتصادية: قامت النظم الاقتصادية والمالية فى مصر على أهداف وضعها البطالمة لتكوين دولة قوية قادر ة على أن تلعب دوراً مؤثراً فى سياسات العالم , وهذا يتطلب اقامة اقتصاد قوى , فطبقوا نظام الاحتكار , حيث كانت الدولة تسيطر على أهم مناحى الحياة الاقتصادية
1-الزراعة :اهتم البطالة بالزراعة باعتبارها الركيزة الأولى للاقتصاد المصرى , ووجهوا اليها اهتماماً كبيراً
لاحظ الشكل التالى لتتعرفها
وسائل النهوض  بالزراعه فى عهد البطالمة


·        وقد  قسمت الاراضى الزراعية بمصر فى عهد البطالمة الى خمسة أنواع:
‌أ.        أراضى الملك : وهى التى كان يمتلكها الملوك الفراعنة , ثم آلت الى الملوك البطالمة باعتبارهم ورثة الفراعنة
‌ب.    الاراضى  المقدسة : وهى التى كان الملوك يمنحونها للمعابد , وهى نوعان : الأول مخصص للكهنة , والثانى مخصص للمعابد .
‌ج.     أراضى الإقطاعات العسكرية : اعتمد البطالمة فى تكوين جيوشهم على الجنود المرتزقة من الاغريق , وقاموا بمنحهم مساحات من الأرض
‌د.       أراضى الهبات : وهى التى كان البطالمة يمنحونها لكبار موظفيهم .
‌ه.       أراضى المدن : وهى التى كانت الدولة تخصصها للمدن التى كانت تتمتع بوضع (المدينة اليونانية ) , وهى ( نقراطيس – الاسكندرية – بطلميس (
‌و.      2-الصناعة :كانت مصر منذ أقدم العصور موطناً للعديد من الصناعات المهمه , وقد احتكر البطالمة الصناعة ايضاً ,  لاحظ الشكل ؛ لتتعرف الصناعت بمصر فى عهد البطالمة .

أهم الصناعات بمصر فى عصر البطالمة
الزيوت


الفخار والزجاج

التعدين وقطع الاحجار

المنسوجات



الجلود


الورق من نبات البردى

وذلك الى جانب العديد من الصناعات اليدوية الأخرى التى انتشرت فى ربوع مصر ومنها صناعة الزجاج , النبيذ , العطور , الحلى .
3- التجارة
ساعد النشاط الزراعى والصناعى على رواج التجارة , والتى اهتم بها البطالمة اهتماماً كبيراً , وقد شجعهم على ذلك اهتم بها البطالمة اهتماماً كبيراً , وقد شجعهم على ذلك موقع مصر الجغرافى فى قلب العالم القديم , وولع اليونان بالنواحى التجارية فأنشأوا الموانى على ساحل البحر المتوسط والأحمر وأقاموا ترسانات ؛ لبناء السفن وبنوا المنارات لإرشادها ونظموا شئون الجمارك وسكوا العملة ؛لتسهيل التبادل التجارى ففى مجال التجارة الداخلية أحكمت الدولة رقابتها على الأسواق , وتدخلت فى تحديد الأسعار , وبخاصة تلك التى كانت نخضع لسياسة الاحتكار .
أما التجارة الخارجية فقد انتعشت نتيجة انشاء البطالمة عدة موانئ على البحر الأحمر والمتوسط وأصبحت الأسكندرية أكبر الموانئ فى العالم القديم .

ثانياً : الحياة السياسية
نظام الحكم
حكم البطالمة مصر من خلال الحكم الملكى الذى ورثوه عن الملوك الفراعنة , القائم على حق الملك فى تملك كل شئ فى مصر , وله كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والدينية , ويساعده فى الحكم ووزير المالية , وكبير القضاة , وقد مر نظام الحكم بمرحلتين . لاحظ الشكل التالى.





أ – المرحلة الأولى ملوكها هم :
1-  بطليموس الأول (323- 284 ) ق.م: ينتمى الى احدى العائلات المقدونيه النبيلة , دخل فى حروب عدة من أجل توطيد حكمه فى مصر حتى أعلن نفسه ملكاً عام  305 ق.م , وكون امبراطورية بطليمية , مركزها مصر ووضع أسس النظم الإدارية والمالية فى مصر ولقب بالمنقذ .





2-      بطليموس الثانى (284- 246 ) قبل الميلاد: هو ابن بطليموس الأول , تولى العرش بعد وفاة أبيه , أحدث نهضة كبيرة فى شتى المجالات الاقتصادية والثقافية حتى أصبحت مصر امبراطورية كبيرة فى عهده , وشهد عهده توجهاً كبير اً نحو شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر وافريقيا لأهداف اقتصادية وعسكرية وسياسية






3-     بطليموس الثالث (246-221) قبل الميلاد: خلف والده , وكان يتمتع بصفات حميدة , حتى لقب الخير أو الصالح لانه أمر باسقاط الضرائب المفروضه على الاهالى وفتح صوامع الغلال الحكومية لهم حينما انخفض منسوب النيل عن مستواه , وكان محبا للعلم والثقافة .





بطالمة  – المرحلة الثانية ومن أشهر ملوكها :
1-  بطليموس الرابع (221-205 ) قبل الميلاد:يعد عهد بطليموس الرابع بداية لمرحلة من التدهور لحكم البطالمة.
2-  بطليموس الخامس (203-180 ) قبل الميلاد: توفى بطليموس الرابع , وترك طفلاً لم يتجاوز عمره السابعة , وانفرد (أجاثوكليس ) بالوصاية على الملك الصغير – الذى أدار البلاد من أجل تحقيق مصالحه الشخصية , فانهارت البلاد سياسياً واقتصادياً , وفقدت معظم أملاكها الخارجية .
3-  كليوبترا السابعة: وهى أخر ملوك البطالمة تولت العرش مع أخيها بطليموس الثالث عشر وقد غرق أثناء حرب الاسكندرية , فأجلسها يوليوس قيصر  بجوار أخيها الأصغر بطليموس الرابع عشر , ولكن سرعان ما تخلصت منه ؛ لتجلس ابنها من زوجها يوليوس قيصر معها على العرش ليكون ملكاً على مصر . كانت تخطط لتصبح ملكه على روما .

تحالفت مع ماركوس انطونيوس الذى تزوجته بعد ذلك , ثم انتحر بعد هزيمته فى معركة (أكتيوم البحرية ) عام 31 ق.م , وعندما علمت كليوبترا  أن الحكم البطلمى قد انتهى قررت الانتحار عام 30 ق.م ؛ وأصبحت مصر تحت الحكم الرومانى .

ثالثاً : الحياة الاجتماعية
كان الهدف الذى يرمى اليه البطالمة , هو اقامة دولة تستند على أسس شرقية مع اضفاء الصبغة اليونانية عليها , فحرصوا على الظهور أمام رعايهم من المصريين فى مظهر الحكام الحكام الوطنيين , وفى الوقت نفسه فتحوا أبواب البلاد على مصراعيها أمام الاجانب , وعلى وجه الخصوص المفدونيين والاغريق , ليعتمدوا عليهم فى تكوين دولة بطلمية حديثة كأعوان مخلصين لهم لما يتوافر لديهم من رؤؤس أموال وخبرات بأحدث الاساليب الاقتصادية ونظم التجارة العصرية .
وتنقسم طبقات المجتمع آنذاك الى عدة طبقات , لاحظ الشكل التالى لتعرفها :
1-     المقدونيون واليونانيون : شجع البطالمة المقدونيين واليونانيين على الاستقرار فى مصر واختصوهم بالوظائف العليا , وأغدقوا عليهم الهبات والمنح .
2-     يهود الاسكندرية : وكانوا يكونون جالية كبيرة فى الاسكندرية وكانوا يشتغلون بالتجارة والأعمال المصرفيه والاقراض , ولهم وضع اجتماعى متميز .
3-     المصريون : وهم أهل البلاد والأغلبية الساحقة وعماد الاقتصاد وباعتبارهم الايدى العاملة , وكان اليونانيون يعاملون المصريين معملة تتسم بالتعالى , ولكن منذ عهد الملك بطليموس الرابع تغير الوضع قليلاً , وأخذت الدولة فى افساح المجال أمام المصريين , لتولى وظائف أعلى فأقبل المصريون على تعلم اللغة اليونانية , كما تشكلت منهم فئة المحاربين .
كما شغل المصريون بعض الوظائف فى الجهاز الادارى .

ناقش مع معلمك قضية التمييز العنصرى وأثرها على المجتمع تواصل حضارى
تأثر اليونانيون بالكثير من مظاهر الحياة المصرية , فتعلموا اللغة المصرية وعبدوا الالهه المصرية واتخذوا أسماء مصرية .

رابعاً : الحياة الدينية :
أدرك البطالمة أهمية العقيدة الدينية فى حياة المصريين لذلك اتسمت سياستهم الدينية بشكل عام بالتسامح الدينى وحرصوا على اظهاراحترامهم للديانة المصرية , وقد بادر بطليموس الأول بتقديم القرابين للآلهه المصرية فور دخوله مصر , كما فعل الاسكندر الأكبر , وقام بإعادة تماثيل الالهة المصرية التى كان الفرس قد استولوا عليها أثناء احتلالهم مصر .
كما اهتموا بانشاء العديد من المعابد المصرية , التى ما يزال البعض منها شامخاً حتى يومنا هذا مثل معبد ادفوا ومعابد فيلة  وهى معابد تقع جميعها فى صعيد مصر , والملاحظ أن هذه المعابد بنيت على الطراز المصرى , وصور البطالمة أنفسهم بملابس الملوك الفراعنة يقدمون القرابين للآلهه المصرية بآلهتهم ..

خامساً : الحياة الثقافية والعلمية :
أظهر البطالمة اهتماماً كبيراً بالعلم , مما جعل الاسكندرية تحتل مركز الصدارة وتتفوق على أثينا , ومما لاشك فيه أن انشاء دار العلم جامعة الاسكندرية والمكتبة , كان له أبعد الاثر فى اجتذاب العلماء والدراسين من شتى أرجاء العالم فى مختلف العلوم ومنها :
الفلك : خطا علم الفلك خطوات واسعة على يد " أريستارخوس " الرياضى , لأنه أول من قام بدراسات نسبية لأحجام الشمس والقمر والأرض.
الرياضيات : بلغت دار العلم بالاسكندرية شأنا كبيراً ,واشتهر من علمائها " إقليدس " الذى وضع كتاب الأصول فى مجال الهندسة الرياضية , كما عرف " أرشميدس " صاحب قانون الطفو .
الطب : برع علماء الاسكندرية فى التشريح والجراحة , كما ساعد وجود حديقة الحيوان التى أقامها " بطليموس الثانى " على تطور علم الحيوان , وكان من أبرز علماء الطب والتشريع فى العالم " هيروفيلوس " الذى كشف الدورة الدموية , وكان يستخدم أداة بديعة لقياس سرعة النبض .
الجغرافيا : اهتمت جامعة الاسكندرية بفضل تشجيع البطالمة بالجغرافيا , حيث توصل علماؤها الى الكثير من الحقائق والمبادئ العلمية الجغرافية  مثل (نظرية دوران الارض حول الشمس – وقياس محيط  الكرة الارضية )
التاريخ : تمكن المؤرخ المصرى ( مانينون ) من كتابة تاريخ مصر القديم باللغة اليونانية , والذى قسم تاريخ مصر الفرعونية الى ثلاثين أسرة وهو التقسيم المتبع فى عصرنا الراهن .
الأدب : شهد الأدب ازدهاراً كبيراً , حتى أن الأدب اليوناني فى هذا العصر يطلق عليه الأدب السكندري , ومن أعظم انجازاتهم الادبية نشر ملاحم " هوميروس " وتاريخ " هيردوت " .


 

Sample text

Sample Text

Sample Text